Share
  • Link copied

اتفاق عسكري تاريخي بين المغرب وكوت ديفوار: شراكة استراتيجية تعزز النفوذ المغربي في غرب إفريقيا

في خطوة تاريخية تعكس تعاظم الدور الاستراتيجي للمغرب في القارة الإفريقية، وقع المغرب وكوت ديفوار يوم الجمعة 9 ماي 2025 أول اتفاق عسكري ثنائي بين البلدين، وذلك خلال زيارة رسمية لوزير الدفاع الإيفواري، تيني بيراهيما واتارا، إلى الرباط. وقد جرى التوقيع في حضور الوزير المغربي المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي.

ويشمل الاتفاق، الذي يُعد تتويجاً لمسار طويل من التعاون بين القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الإيفوارية، مجالات متعددة أبرزها التكوين والتدريب المشترك، والصحة العسكرية، والدعم التقني، وتبادل الخبرات.

ليست هذه الشراكة وليدة اللحظة، فقد دأب المغرب منذ أكثر من عقد على استقبال ضباط وجنود من كوت ديفوار في مدارسه العسكرية، لا سيما الأكاديمية الملكية بمكناس، حيث يتم تكوين نخبة من العسكريين من مختلف الرتب والتخصصات.

وفي المقابل، يوفد المغرب مدربين وخبراء إلى أبيدجان في مهام تدريبية منتظمة، ما جعل من الرباط ثاني أهم شريك عسكري لكوت ديفوار بعد فرنسا.

وفي تعليق له على الاتفاق، وصف وزير الدفاع الإيفواري الشراكة مع المغرب بأنها “أولوية استراتيجية”، مشدداً على متانة العلاقات الثنائية وعمق الروابط بين البلدين.

ويعكس هذا الاتفاق أيضاً رغبة المغرب في توسيع نطاق نفوذه الاستراتيجي والعسكري في غرب إفريقيا، مستثمراً علاقاته التقليدية القوية مع العديد من بلدان الساحل والصحراء.

كما يُترجم انخراط المملكة المتزايد في قضايا الأمن والدفاع بالقارة، في وقت تتعاظم فيه التحديات الإقليمية كالإرهاب والاتجار غير المشروع والهجرة غير النظامية.

ويندرج توقيع هذا الاتفاق ضمن رؤية مغربية شاملة لتعزيز التعاون جنوب-جنوب في المجال العسكري، ويمهد الطريق أمام مزيد من الشراكات الدفاعية على مستوى القارة.

كما يعزز مكانة المغرب كفاعل إقليمي موثوق يتمتع بخبرة مهنية عالية، ويشكل جسراً بين شمال وغرب إفريقيا في قضايا الأمن والدفاع.

وبهذا الاتفاق، يفتح المغرب وكوت ديفوار فصلاً جديداً في علاقاتهما الثنائية، قائم على الثقة والمصالح الاستراتيجية المشتركة، مما يعزز الأمن الإقليمي ويؤسس لشراكة دفاعية نموذجية في القارة الإفريقية.

Share
  • Link copied
المقال التالي