تم اليوم الأربعاء بمراكش، التوقيع على اتفاقية شراكة تروم تعزيز التعاون في مجالات التربية والتكوين والبحث والابتكار، بين جامعة منارة بمراكش، فرع شركة منارة قابضة، ومجموعة المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات- الرباط.
ووقع على هذه الاتفاقية بالأحرف الأولى، كل من طارق المالكي، مدير المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات-الرباط، ومحمد الزهيد، الرئيس المدير العام لشركة منارة قابضة، خلال حفل تميز، على الخصوص، بحضور وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ووالي جهة مراكش – آسفي، عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، والمديرة العامة لمجموعة المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، نادية بياز، ومنتخبين وشخصيات من عوالم الاقتصاد والمقاولات.
وستمكن هذه الاتفاقية، التي تتعلق بالتكوينات المستمرة التي سيوفرها المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات-الرباط، مع إمكانية تطوير تكوين على المقاس استجابة لاحتياجات السوق في الجهة، من اقتراح برامج للتكوين عالية الجودة للأطر والمسيرين بجهة مراكش – آسفي.
وتندرج أيضا في إطار شراكة مبتكرة بين القطاعين العام والخاص، تسمح بتوسيع النطاق الجغرافي لبرامج التكوين المستمر للمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات-الرباط وفق ما تقتضيه روح سياسة الجهوية المتقدمة.
وفي كلمة بالمناسبة عبر مزور، عن فخره وثقته بوجاهة هذه الشراكة التي تصل مقاولة مواطنة “تهب نفسها لمواكبة التنمية ببلادنا وهي مجموعة منارة قابضة، ومجموعة المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات المرموقة، التي راكمت خبرة مشهودة في هذا المجال”.
وقال”نحن فخورون بمواكبتكم، ولدينا ثقة كاملة في هذه الشراكة، وليس من قبيل المصادفة بأي حال من الأحوال أن توقع مجموعة المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، التي تبلغ من العمر خمسين سنة اليوم، أول شراكة بين القطاعين العام والخاص مع هذه الشركة حتى تحتضن مقارها تعليما ذا جودة، وتسليم دبلومات المعهد بهذه الجهة”.
وتابع الوزير “نحن واثقون تماما في متطلباتكم، وفي طموحاتكم وقبل كل شيء، في رغبتكم في تنمية بلدنا بطريقة مواطنة”، معربا عن تهانئه لمجموعة المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات-الرباط على إنشاء هذا النموذج للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهو “مشروع مثير للاهتمام ومبتكر، قادر على توسيع قدرة هذه المؤسسة على تقديم معارفها ومهاراتها وخبراتها المعترف بها حاليا على المستوى الجهوي وخارجه”.
من جهته، ذكر محمد الزهيد، الرئيس المدير العام لشركة منارة قابضة، بأن الشركة ومنذ تأسيس أول فرع لها سنة 1976، التزمت بالإسهام بشكل فعال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجهة وللمملكة، من خلال جعل العنصر البشري أحد مثلها الأساسية.
وأعرب عن يقينه بأن التنمية الاقتصادية لأي بلد رهينة بتطوير العنصر البشري، ولأجل ذلك استثمرت شركة منارة قابضة، منذ سنوات عديدة، في التكوين وفي النهوض بمهارات متعاونيها، وهو ما تمت ترجمته عبر إحداث قطب لهذه الغاية، هو قطب المهارات.
وأوضح أن “اختيار المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات ليس اعتباطا. كما أن الأمر لا يتعلق فقط بمدرسة إدارة الأعمال رقم 1 في المغرب، ولكنها أيضا المؤسسة المغربية الأولى والوحيدة التي حصلت على اعتماد ‘AMBA’ المرموق، والذي لا تحصل عليه إلا نسبة 4 بالمئة فقط من مدارس التجارة في العالم. كما أن هذا الاختيار يعكس الثقة التي نضعها في علامة صنع في المغرب في قطاع التعليم العالي”.
أما مدير المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات-الرباط، طارق المالكي، فعبر عن سعادته الكبيرة بإبرام هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من نوع جديد وغير المسبوق، والتي كانت وليدة فكرة مفادها تطوير التكوين المستمر بطريقة مرنة، وذلك في بيئة مقيدة بشكل متزايد وتتسم بالتنافسية.
وكشف أنه “بغرض الاستجابة للطلب المتزايد على تكوين ذي جودة على صعيد جهة مراكش- آسفي، تتوفر مؤسساتنا على إمكانات كبيرة في هذا الشأن(..)”، مؤكدا أن اتفاقية الشراكة هذه تتعلق بمحور “إدارة الأعمال”، الذي تصبو جامعة منارة بمراكش تطويره بمعية المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات. وأوضح أن “هذا الأنموذج سيستهدف أساسا التكوين التنفيذي لأطر المقاولات بالجهة، عبر إرساء برامج للتكوين المستمر بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات الرباط (ماستر متخصص وتكوينات إشهادية)”، مضيفا أنه بالنسبة لسنة 2023 “نعتزم إطلاق 5 ماسترات متخصصة في التسويق والتواصل، والمالية، وقانون الأعمال والجبايات، واستراتيجية التطوير والمسؤولية الاجتماعية والبيئية والافتحاص ومراقبة التدبير.
وأفاد “نسطر هدفا يتجلى في بلوغ من 80 إلى 100 مشارك خلال سنة 2023 مع ارتقاب ارتفاع في الحصيص بنسبة 20 بالمئة خلال سنة 2024″، لافتا إلى الأهداف المستقبلية لهذه الشراكة التي تتمثل، من جهة، في تطوير برامج إشهادية في غرب إفريقيا، وتطوير سلسلة بحث مشترك حول الابتكارات الاجتماعية والتدبيرية من جهة أخرى.
من جانبه، قال المدير العام التنفيذي لشركة منارة قابضة، محمد آيت بنزعيتر، إن “هذا التقارب يعكس القناعة المشتركة للمؤستتين بالدور الذي يتعين أن يضطلع به كل الفاعلين العموميين والخواص من أجل تنمية والنهوض بالرأسمال البشري، المفتاح الأول للنمو الاقتصادي لبلدنا”.
وتابع أن جامعة منارة بمراكش، والمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات يتسقان مع النموذج التنموي الجديد للمملكة، ويشاركان في تنفيذ خارطة الطريق التي دعا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرامية إلى النهوض بالتكوين وإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي بغية الارتقاء بمهارات الشباب وتشجيع انبثاق مجتمع مبتكر ومزدهر، ومنخرط في اقتصاد المعرفة كرافعة استراتيجية وسبيل واعد للاستعداد للرهانات المستقبلية.
وخلص إلى أن “نجاحنا الوحيد يكمن في أن يتوفر بلدنا المغرب، على شباب مكون، ومؤهل وقادر على الاستجابة لطلب اقتصادنا والمستثمرين المغاربة والأجانب”، مسيرا إلى أنه وفق هذه الرؤية تعمل جامعة منارة بمراكش، والمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات من أجل تعزيز عرض التكوين وهيكلته الموجهة نحو التكوين المستمر “منارة إكسكيوتيف إديكايشن” من خلال اقتراح ماسترات متخصصة وشهادات في مختلف المجالات.
تعليقات الزوار ( 0 )