اعتبر الناشط الحقوقي الصحراوي والمعتقل السياسي السابق في سجون جبهة البوليساريو الانفصالية، الفاضل ابريكة، بأن همجية جماعة الرابوني، باتت موضوع إجماع الرأي العام الدولي، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن الحرب المزعومة تسببت في حالة من التّوتر داخل المخيمات، وبدأ الشباب في التمرد على القيادة.
وقال ابريكة، في تصريح لجريدة “بناصا”، إن “البوليساريو، بعد هزيمة الكركرات المدوية تعرضت لنكسات على كافة الأصعدة أدت إلي بسط المغرب لسيطرته علي كل المنطقة المعروفة بأكركر، وتعبيد الطريق الدولي بينه وبين مورتانيا، والطريقة الاحترافية التي عالج بها المغرب الأزمة بدون إراقة دماء”.
وأضاف ابريكة، أن الجبهة والجزائر، كانتا تتوقعان أن المغرب “سيتخذ قرار الانسحاب من جانب واحد مثل ما فعل يوم 27 فبراير 2017″، مردفاً بأن هذه الأمور هي “سبب اصطفاف المجتمع الدولي خاصة بإفريقيا والخليج العربي وأوروبا إلي جانب المغرب”.
وبشأن الحرب التي تدعي جماعة الرابوني أنها تخوضها ضد المغرب، منذ منتصف شهر نوفمبر الماضي، يتابع ابريكة، أن “ساكنة المخيم بنواحي تندوف، استنتجت اليوم بأنها ضحية طبقاً للأنباء الواردة من هناك، وبدأ الشباب خاصة، في التمرد، ويسود توتر غير معلن بين النظام الجزائري وقيادة البوليسريو”.
واسترسل أن “الحرب المزعومة ربحت فيها البوليساريو هزائم دبلوماسية تبدأ باعتبارف أمريكا بمغربية الصحراء، وتمر باعترافات الدول الإفريقية والعربية بهذه السيادة وفتح قنصلياتها بالصحراء، وتنتهي بمرافعة اللفيف الحقوقي الأوروبي ببلجيكا في الطعن بشرعية البوليساريو، كما أن كل الوعود التي أعطت لأنصارها وعود كاذبة”.
وأشار الناشط الحقوقي ذاته، أن الجبهة “تزعم أنها في حرب للدعاية لا أكثر، وبغية تحويل أنظار ساكنة المخيمات عن الواقع المأساوي، إلا أن كل أهدافها فشلت، فل الأمم المتحدة اعترفت بهذه الحرب، ولا تفاعلت معها، ولا احتسبتها ورقة ضغط، بل بالعكس، كل تحركات البوليساريو اليوم تعتبر خرقاً لوقف إطلاق النار، بناء على الاتفاقية رقم 1 الموقعة سنة 1991، ونحن الصحراويين لم نشاهد هذه الحرب إلا على شبكات التواصل الاجتماعي فقط”.
وأوضح ابريكة: “بدون شك أن البوليساريو ليس لها قرار مستقل وإنما تعمل طبقاً لمخططات النظام الجزائري، وهو الذي يدبر في الخفاء خطة عبر مجلس السلم الإفريقي بدعم من جنوب إفريقيا لتوفير فرصة ظاهرها التجاوب مع الحلفاء وباطنها هزيمة نكراء، لإعلان وقف إطلاق النار اليوم في اجتماع لجنة السلم والأمن الإفريقية”.
ونبه المتحدث نفسه، إلى أن هذا يعني أن “البوليساريو لم تنجح فيما كانت تخطط له عبر إعلان الحرب التي أعلنتها للدفاع عن شرعيتها بعد ظهور حركة صحراويون من أجل السلام، كممثل جديد للصحراويين، وكذلك لتصدير أزمات الدولة الجزائرية التي تلتهب شوارعها تحت أقدام حكومة تبون بسبب دعمها لجبهة البوليساريو من أجل تنفيذ أجندتها ضد المغرب”.
وبخصوص تهديد الجبهة لمعارضي توجهها بالتصفية الجسدية، مثل ما وقع مؤخرا، مع عدد من المنتمين لـ”حركة صحراويون من أجل السلام”، يوضح ابريكة، أن “البوليساريو بتوجيه من قيادتها، تلجأ لهذا الأسلوب في محاولة يائسة لتكميم الأفواه وترهيب معارضيها كما ألفت، إلا أنها تجهل أن العالم بحكم الثورة التكنولوجية ووسائل الاتصال أصبح قرية واحدة”.
وشدّد ابريكة على أن “همجية هذه الحركة أصبحت موضوع إجماع الرأي العام الدولي رغم التعتيم الإعلامي الذي مضت عليه عقود من الزمن في حماية النظام الجزائري”، مسترسلاً بأن البوليساريو، “ومنذ نشأتها، هي ضد المعارضين، لأنها حركة ذات نظام شمولي، وهو ما يفسره ضحايا سجن الرشيد الرهيب، وكويرة بيلة”.
وأكد ابريكة في ختام تصريحه، على أن “عودة البوليساريو لوقف إطلاق النار من جانب واحد، دليل على هزيمتها غير المعلنة، والتي تسير بها المخيمات في صمت، لا هي حققت ما تريد من الحرب ولا المغرب تخلى عن المناطق التي ضمها بمودب تصرف قيادة البوليساريو غير المسؤول، والتي لم ولن يتخلى عنها”.
تعليقات الزوار ( 0 )