لم يعد يمر عليك اليوم دون أن تسمع عن مظاهر الجريمة التي اخترقت مجتمعنا بشكل كبير في الفترة الأخيرة، بما في ذلك الجريمة الإلكترونية التي أصبحت موضة يتجه إليها كل من يرغب في تحقيق هدف معين سواء كان ماديا أو معنويا، فقد انتشرت هذه الظاهرة الخطيرة في السنوات الأخيرة بشكل كبير وموسع والتي يكون ضحاياها شباب وفتيات من مختلف الأعمار.
وقد أكد المركز الدولي والمركز المغربي للحماية من الابتزاز الإليكتروني استمرار توصله بعدد من الشكايات المستعجلة من طرف مجموعة من الفتيات والشبان الذين يعتبرون ضحايا الابتزاز الإلكتروني والتهديد وأيضا المساومة.
واحتلت جرائم الابتزاز الالكتروني التي يتعرض لها الشباب من كلا الجنسين نسبا هامة جدا عدد الملفات المعروضة للقضاء المغربي، وذلك يرجع لعدة أسباب يعد أولها التطور التكنولوجي بشكل سريع، إضافة إلى الثقة الزائدة في بعض الأشخاص الذين يستغلون ذلك لصالحهم وتحقيق مداخيل خيالية قد تصل إلى الملايين والتي يسددها الضحايا مقابل عدم التشهير بهم ونشر خصوصياتهم على الانترنت.
لقد عانى الكثيرون من هذه الظاهرة الخطيرة لا سيما في بداية انتشارها، حيث يجدون أنفسهم مطالبين بتسديد مبالغ مالية التي لا تقتصر فقط على مرة أو مرتين بل قد تكون بشكل دائم لتفادي نشر صور لهم أو فيديوهات تخصهم والتي تظهرهم في مشاهد فاضحة، بل منهم من وجد الانتحار حلا ينهي به معاناته على أن يظل عرضة للابتزاز بشكل دائم.
ورغم صرامة القانون المغربي في التعامل مع هذه الجريمة أو الظاهرة التي باتت تشهد انتشارا كبير وموسعا، وتخصيص فصول قانونية تشدد عقوبتها، إلا أن هذا لم يمنع المبتزين ومجموعة من المجرمين والمرضى النفسيين ، من استغلال ضحاياهم وابتزازهم للحصول على مبتغاهم كيفما كان، وقد يصل بالبعض إلى التهديد وأمور أخرى قد لا تخطر على البال، لا سيما في ظل استفحال جريمة قد يراها البعض بسيطة إلا أنها خطيرة جدا وتهدد سلامة وامن المواطنين كافة .
لكن لابد على أي شخص حسب ما يؤكده المختصون الانتباه إلى أنه إذا تعرض للابتزاز بأي شكل من الأشكال الالكترونية، “أن يتوجه إلى المؤسسات المسؤولة على تطبيق القانون وعدم الرضوخ إلى ابتزاز أي كان لأن الاستجابة لطلباتهم لا تعني نهاية المأساة، بل المرارة تزداد عند الرضوخ اذ تعطيهم الفرصة لمعاودة ابتزاز الضحايا بنفس الصور والفيديوهات ومطالبتهم بمبالغ مالية أخرى أو ممارسة الجنس أو قضاء مآرب أخرى قد تكون أصعب وأخطر.
تعليقات الزوار ( 0 )