بعد أن قرّرت الحكومة المرور إلى المرحلة الثالثة من تخفيف الحجر الصحي، كان عددٌ من المواطنين القاطنين بالمدن الداخلية بالمغرب، يمنون النفس بالسماح لهم بولوج المسابح العمومية، إلاّ أن الأمر لم يسر على هذا النحو.
وأدّى ارتفاع الحرارة وإغلاق المسابح، باليافعين وعددٍ من الشباب إلى المجازفة بسلامتهم الصحية والبدنية، والارتماء في أي تكتل مائي للانتعاش وتلطيف الأبدان، هرباً من موجة الحر التي تعرفها المملكة، وأملاً منهم في الحصول على متنفسٍ لقضاء وقت ممتع، والاستمتاع بلحظة انتعاش ولو كانت زائفة.
ولم يجد هؤلاء سوى الوديان والنافورات المائية، للهروب من حرارة الصيف الحارقة، دون الاكتراث بالمخاطر المحدقة بهم خاصة وأنها تسببت “الوديان” في غرق عددٍ منهم في سنوات سابقة، إلاّ أنهم يصرون الارتماء في أحضانها للاستمتاع ببرودة مياهها بضع ساعاتٍ، خلال أيام صيف قائظ فاقت فيه درجات الحرارة كل التوقعات.
وفي هذا الصدد، عاينت “بناصا”، مجموعة من الأطفال والشباب، بمدينة زايو إقليم الناظور، لجوئهم إلى السواقي والوديان، للسباحة في ظل حرارة يوليوز المرتفعة، والتي غالبا ما تتعدى بالمدينة 45 درجة مئوية، مما يدفع بهم إلى خوض هذه المغامرة المميتة.
ورصدت “بناصا”، كيف يتجمع العديد من الأطفال على حافة بعض الأودية والسواقي، وذلك في جو حار يدفعهم إلى انتظار دورهم، استعداداً للقفز في مياهها الباردة والاستمتاع بلحظة انتعاش باردة تقيهم حر الصيف، رغم المياه العكرة.
وفي هذا الصدد، قال أحد الشباب الذين التقت بهم “بناصا” في حامة مولاي علي التي تبعد عن مدينة زايو إقليم الناظور بحوالي 9 كلومترات، إن “ارتفاع درجات الحرارة دفعته للبحث عن فضاء للاستجمام، ولم يجد سوى حامة “مولاي علي”، للاستمتاع بمياهها الباردة”.
وأشار في السياق ذاته إلى “أنه رغم خطر الغرق الذي يبقى قائماً في كل وقت وحين، لكنه مضطر للسباحة، نظرا لغياب مسبح بالمدينة من جهة، ولبعد البحر عن المدينة من جهة ثانية، وقلة الإمكانيات المادية من جهة ثالثة، موضحا بقوله “هذا قدَرُنا ولا خيار لنا”.
ومع حلول كل فصل الصيف وارتفاع دراجات الحرارة، يعود هاجس الغرق بالوديان والأنهار إلى الواجهة، خاصة لدى الساكنة المجاورة لها، والتي تشكل لها كابوسا ومصدر مأساة، حيث تشكل خطراً على أرواح المواطنين، خاصة القاصرين، الذين يقصدونها من أجل الاستمتاع بمائها البارد هرباً من لفحات الشمس الحارقة.
ويشار إلى أن السباحة في السواقي والوديان، تزهق سنويا العشرات من الأرواح، فالعديد من الأطفال والشباب لم يسعفهم الحظ في الاستمتاع بمياه المسابح أو حتى الشواطئ، فوجدوا مياه “الوديان” فقط أمامهم، انتهت حياتهم في كثير من الأحيان بنهاية مأساوية.
تعليقات الزوار ( 0 )