شارك المقال
  • تم النسخ

إطلاق دورة الجامعة الربيعية لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج

 أطلقت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم السبت بالرباط، الدورة الثالثة للجامعة الربيعية لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، بصيغة افتراضية، وذلك من أجل تعزيز روابط الأجيال الناشئة من أبناء الجالية بوطنهم الأم، ورفع مستوى التواصل معهم، في ظل ما فرضته جائحة كورونا “كوفيد- 19” من قيود على حركة التنقل بين البلدان.

وتندرج هذه الدورة الرقمية، المنعقدة على مدى يومين تحت شعار “المغرب، أرض العيش المشترك”، في إطار تكريس التوجهات والمخططات الاستراتيجية للمملكة التي تضع في صلب اهتمامها فئة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، وذلك اعتبارا للظرفية الراهنة التي تعرف تواتر العديد من التحديات المرتبطة بإشكاليات هوياتية وثقافية.

وخلال هذه النسخة الافتراضية للجامعة الربيعية، سيتم أيضا إشراك شباب الجالية المغربية في النهوض بالتنمية التي تعرفها المملكة من خلال ندوات فكرية يؤطرها عدد من الأساتذة والمحاضرين، وتتناول عدة مواضيع من بينها “تأملات حول الهويات والعمل المشترك”، و”سوسيولوجيا المواطنة في ظل أزمة كورونا”، إضافة إلى ندوة تهم تعريف شباب مغاربة العالم بالقضية الوطنية.

وجاء في مذكرة تأطيرية لهذه الدورة، أنه إذا كان تعزيز روابط الشباب المغاربة المقيمين بالخارج مع بلدهم الأم هو الدعامة الأساسية لهذا البرنامج ، فإن تسهيل اندماجهم في بلدان إقامتهم هو أيضا أحد الأهداف المسطرة بالنظر إلى أن المملكة تشكل نموذجا حضاريا متميزا واستثنائيا في ترسيخ مبادئ الحوار بين الثقافات وتقارب الأديان وتعزيز قيم التسامح والتساكن وحرية المعتقد باعتبارها آليات ضامنة للاستقرار والانسجام المجتمعي.

وأبرزت المذكرة أن المغرب عمل على تثبيت آليات هذا الحوار، على أرض الواقع، بفضل العديد من المبادرات سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، وكذلك عبر مختلف الإصلاحات العميقة والريادية التي شهدتها منظومة قيمه القائمة على الوسطية والاعتدال ونبذ كل أشكال الصراعات الإيديولوجية المتعصبة التي تشجع على التمييز العرقي والانغلاق على الذات والتطرف بكل أنواعه، مسجلة أن هذه الخصوصية القيمية للمغرب، والمكرسة دستوريا ومؤسساتيا، شكلت مرجعية للعديد من البلدان، خاصة الإفريقية منها، التي تتطلع إلى الانفتاح على تجربته الأصيلة والناجحة في إشاعة القيم الإنسانية المشتركة.

وفي تصريح للصحافة، أبرزت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج السيدة نزهة الوافي، أن هذه الجامعة الربيعية التي تنعقد في ظرفية استثنائية يطبعها انتشار وباء كوفيد-19 ، تعد وسيلة لتقوية الروابط والتواصل مع المغاربة المقيمين بالخارج والاستماع إليهم، خاصة الشباب المغاربة حول العالم، بالنظر إلى التداعيات التي خلفتها الأزمة الصحية.

وأشارت السيدة الوافي إلى أن هذه التظاهرة الثقافية ، التي تعرف مشاركة 113 شابا من المغاربة المقيمين بالخارج ينتمون ل19 بلدا، 80 في المائة منهم يحملون جنسية مزدوجة، تهدف إلى التخفيف من الضغط الهوياتي والثقافي الذي قد تعاني منه هذه الفئة من المغاربة، مسجلة أن المغرب فخور بشبابه، خاصة وأن الغالبية العظمى منهم تجسد نماذج لمسارات ناجحة في بلدان الاستقبال.

وأضافت أن هذه المبادرة تسعى إلى أن تكون قناة لتعريف شباب الجالية بالأوراش الكبرى التي تم إطلاقها بقيادة الملك محمد السادس في هذا السياق الخاص، وكذا النجاحات المسجلة مؤخرا على صعيد القضية الوطنية والتي سيتم شرحها لهؤلاء الشباب من خلال مداخلات لعدد من المختصين، بالإضافة إلى المساهمة القيمة للمملكة في تحقيق السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والقاري.

وتشكل هذه التظاهرة، التي تم إطلاقها قبل 12 عاما وعرفت مشاركة أكثر من 3500 شاب، امتدادا لخطة عمل الوزارة الهادفة إلى إبراز الفعل الثقافي كمحور أساسي في استدامة ارتباط الأجيال الصاعدة بالمغرب ومقوماته الحضارية العريقة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية وانسجاما مع العناية التي يوليها جلالته لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وحرص جلالته على تكريس الثقافة عاملا في توثيق ارتباطها بوطنها الأصل كما هي عامل تقارب بين الحضارات وتعميم قيم العيش المشترك والانفتاح على الآخر، خاصة في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم اليوم والتي تؤثر على مستقبل الهجرات فيه.

وتعرف الدورة الحالية للجامعة الربيعية مشاركة 113 شابا مغربيا يمثلون 19 بلد إقامة هي الجزائر (16) وألمانيا (06) والمملكة العربية السعودية (01) وبلجيكا (04) والصين (01) والدنمارك (01) واسكتلندا (01) وإسبانيا (17) ، والولايات المتحدة (01) ، وفرنسا (09) ، والغابون (01) ، وإيطاليا (28) ، والأردن (03) ، وليبيا (01) ، وهولندا (07) ، والمملكة المتحدة (05) ، وعُمان (01)، وتونس (09) وأوكرانيا (01).

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي