البحث الذي نقش بكلية الحقوق بمراكش.
موضوع هذا الكتاب الموضوع بين يدي القارئ؛ الفاعلون في السياسات العمومية الترابية؛ يقدم من خلاله الباحث عبدالله شـــنـــفـــار دراسة تندرج في مجال البحث والفكر المتميز في سوسيولوجيا السياسات العمومية الترابية؛ من خلال مسلسل ومسارات اتخاذ القرار الجهوي والإقليمي والمحلي في علاقة جدلية اعتماد متبادلة في معادلة المركزي وعدم التركيز واللامركزية؛ أو علاقة المركز بالمحيط.
وتكمن أهمية الكتاب أساسا في تناوله لموضوع السياسات العمومية الترابية والقرار الجهوي والاقليميوالمحلي، الذي يعد من المواضيع الجديدة في مجال الحقل العلمي المتعلق بوحدات التكوين والبحث في علم السياسة والقانون الدستوري؛ على اعتبار أن مجالات البحث في ميدان السياسات العمومية الجهوية والاقليمية والمحلية والقرار الجهوي والمحلي على مستوى العلوم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لازال يفتقر للدراسات في الموضوع، حيث يبقى مجال البحث في القرار الجهويوالمحلي والسياسات العمومية الترابية؛ يندرج في نطاق عام من خلال مواضيع اللامركزية والإدارة المحليةواللاتركزي الاداري؛ كحقل معرفي شامل يذوب مجال الدراسة في القرار الجهوي والمحلي ولا يحيطه أو يخصه بشكل دقيق ومنفصل بحقل علمي خاص به، حيث يبقى مجرد مجال معياري في الدراسة.
موضوع هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ؛ الفاعلون في السياسات العمومية الترابية يقدم من خلاله الباحث عبدالله شنفار دراسة تذكرنا بالأبحاث القيمة في مجالات الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا؛ التي قام بها الباحث الفرنسي جورج سبيلمان او الرجل الفقيه المتخفي تحت اسم (مولاي سليمان) إبان عهد الحماية الفرنسية بالمغرب قبل سنوات 1912؛ في كتابه ايت عطا الصحراء وتهدئة درعه العليا؛ وكتابات ألبير عياش في بحثه حول: المغرب والاستعمار، حصيلة السيطرة الفرنسية؛ والبحاث القيمة ل”بول بسكون” ونجيب بودربالة في بحثهما عن مصادر إنتاج القاعدة القانونية في المغرب… وغيرها من الأبحاث القيمة.
شنـــفـــار عبدالله؛ لا يحب أن نتكلم عنه وعن عمله وتواضعه وأخلاقه ومميزاته وملكاته؛
ولكن مع ذلك سوف اقوم بتجاوز حالة احراجه.
فقد أتيحت لي الفرصة لمجالسته ومحاورته ولتأطيره ومواكبته.
ما أُكبره في السيد عبدالله شنفار هو أنه عندما تجالسه للحديث معه في كل جزئية تتعلق بمجال عمله، يصغي وينصت إليك بإمعان وذكاء خارق للعادة ويحسن الاصغاء وله قدرة كبيرة على الفعل وردة الفعل.ولا يتكلم الا بعد ان يستأذن ولا يقف اطلاقا الا بعد ان تقف. وله اجلال وتقدير كبير للأساتذة؛ مع أنني اعرف انه في امور كثيرة اخرى يكون كجلمود صخر صلب في عمله وفي المجال الذي يشتغل فيه.
عرفناه لما يدخل الحرم الجامعي يصبح كالمريد أمام أساتذته ويفرض عليك الإنصات إليه والانتباه إلى كلامه باستحقاق وتواضع خلاق قل نظيره، وينصت ويلتقط جميع وكل الإشارات على المستوى المنهجي والإبستمولوجي، وهذه خصلة لم نعد نلمسها في عصرنا الحالي في رحاب الجامعات المغربية مع الأسف الشديد.
لقد خبرت السيد عبدالله شنـــفـــار وأعرف كل محنه وابتلاءاته ومعاناته وكل حوادث السير في حياته، فوجدته إنسانا صبورا وجلدا على مواجهة الصعاب والمحن..
عبدالله شنفار، إنسان خلوق وكريم ومتواضع؛ فيه كل السمات التي يمكن ان تكون في الباحث الجدي والجاد في عمله والمجد في مهامه.
عرفناه لما يدخل الحرم الجامعي يصبح كالمريد امام اساتذته ويفرض الانصات اليه والانتباه الى كلامه باستحقاق وتواضع خلاق قل نظيره وينصت ويلتقط كل الاشارات على المستوى المنهجي والابستمولوجي وهذه خصلة لم نعد نلمسها في عصرنا الحالي في رحاب الجامعات المغربية مع الاسف الشديد.
نام فيه البحث لمدة وجيزة تم استيقظ فيه مرة أخرى فأنجز هذا العمل حيث تتوفر فيه مؤهلات كبيرة على البحث العلمي والفكري.
عبدالله شنفار ركب التحدي واختار أن يشتغل على موضوع صعب جدا الرهان عليه؛ وهو السياسات العمومية والفاعلون المحليون والقرار المحلي؛ بحيث: كيف يمكن وبأية وسيلة يمكن التخلص من إكراه ابستمولوجي يتعلق بالبحث في الذات والموضوع هو ذاته جزء منه؛ وكيف يمكن خلق المسافة بين الموضوع والذات، حيث يشكل الموضوع جزءا منه؟ وهل استطاع بذكاء ودهاء كبير ان يوفق في اخذ مسافة بين الذات والموضوع ويكون محايدا ويتجرد من ذاتيته؟
ذلك ما تحققت منه هيئة المناقشة، حيث أهنئه على شيء واحد؛ ألا وهو أنه يناقش عمله أمام هيئة مشهود لها بالكفاءة وبالنزاهة والحيادية والصدق والقناعة والجدية. وأكبر فيهم سلاطة اللسان في قول الحق عندما يتعلق الأمر بالظلم. فهم لا يترددون للضرب في مقتل اذا ما كان العمل رديئا ولا يرقى الى المناقشة على المستولى الابستمولوجي.”
عمل الباحث عبدالله شـــنـــفـــار، في هذا الكتاب على تحليل الموضوع من خلال تتبع ورصد مسار سياسات عمومية محددة، انطلاقا من طرح وتقديم الطلبات والمشاكل الاجتماعية، أي القضايا وتحديد الحاجيات والأولويات الجهوية والمحلية، حسب أجندة مركبة بمختلف مراحلها وأشكالها، وصولا إلى بلورة سياسة عمومية عبر قرارات جهوية وإقليمية ومحلية، ومراقبة مدى انعكاساتها واستجابتها لطلبات الأفراد والمجتمع كشيء ضروري وأساسي لتناول موضوع السياسات العمومية الترابية.
لم تتحدث عن المؤلف بقدر حديثك عن المؤلف