اعتمدت الحكومة الإسبانية اليوم الثلاثاء خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء مرسوم قانون يمدد للمرة الثانية على التوالي حالة الطوارئ لمدة أسبوعين آخرين حتى 26 أبريل وذلك من أجل التصدي لتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد .
وقالت ماريا خيسوس مونتيرو الناطقة الرسمية باسم الحكومة الإسبانية خلال ندوة صحفية عقدتها في ختام أشغال مجلس الوزراء إن » المجلس صادق على طلب تمديد حالة الطوارئ لمدة أسبوعين آخرين حتى 26 أبريل والذي سيتم تقديمه بعد غد الخميس أمام مجلس النواب ( الغرفة السفلى للبرلمان ) من أجل الموافقة ».
وأكدت ماريا خيسوس مونتيرو أنه » من الأساسي الاستمرار في مراقبة وضبط انتشار الوباء » مشيرة إلى أن » على الجميع أن ينخرط في هذه المواجهة لأن التحدي المطروح الآن يتمثل في تقليص والحد من انتشار العدوى قبل الدخول في المرحلة التالية التي يصفها الخبراء بمرحلة استقرار انتشار الفيروس والعمل على العودة التدريجية إلى الوضع الطبيعي » .
وشددت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الإسبانية على التأكيد أنه » بعد المجهودات الفردية والجماعية الهائلة التي ساهم فيها الجميع والتي أثمرت بالفعل نتائج مهمة وإيجابية يجب علينا الآن الاستمرار في هذا النهج والمحافظة على المكتسبات التي تحققت » .
وردا على طلب كل من الحزب الشعبي ( يمين ) وحزب ( فوكس ) الذي يمثل أقصى اليمين أكدت ماريا خيسوس مونتيرو أن بيدرو سانشيز رئيس الحكومة » سيمثل بعد غد الخميس أمام مجلس النواب من أجل طلب دعم الأحزاب السياسية الممثلة في المجلس لتمديد حالة الطوارئ للمرة الثانية وكذا لتقديم توضيحات حول تدبير الحكومة لهذه الأزمة الصحية » .
من جهة أخرى دعت الحكومة الأحزاب السياسية والنقابات وأرباب العمل إلى الانضمام إلى » اتفاق الدولة الكبير » الذي تعتزم السلطة التنفيذية اعتماده من أجل مواجهة الأزمة التي سببها تفشي فيروس كورونا المستجد .
وقالت السيدة ماريا خيسوس مونتيرو إن » اتفاق الدولة هذا يسعى إلى فتح أفق جديد للتعاون مع جميع الفاعلين السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين فهو يمثل نوعا ما عقد اجتماعي جديد سيسمح لنا بمواجهة التحديات التي ستنشأ على المدى المتوسط » جراء هذه الأزمة الصحية مشيرة إلى أن هذا الاتفاق » هو أساسي وضروري لمستقبل البلاد » .
وتعيش إسبانيا التي أضحت إحدى أكثر الدول تضررا بتفشي فيروس كورونا المستجد منذ 14 مارس حالة طوارئ صحية لمدة 15 يوما تم تمديدها لأسبوعين آخرين حتى 11 أبريل قبل أن تسعى الحكومة مرة أخرى إلى تمديدها حتى 26 أبريل وذلك من أجل التصدي لتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
وسجلت إسبانيا اليوم الثلاثاء 140 ألف و 510 حالة إصابة مؤكدة بفيرس كورونا المستجد بزيادة قدرت بنسبة 1 ر 4 في المائة في ظرف 24 ساعة في حين بلغ عدد حالات الوفيات الجديدة 743 حالة في ظرف 24 ساعة ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للوفيات إلى 13 ألف و 798 حالة وفاة منذ بدء تفشي وباء كورونا المستجد.
وأعلنت السلطات الصحية الفرنسية، في حصيلتها اليومية، أن البلاد تجاوزت عتبة الـ 10 آلاف وفاة ناجمة عن فيروس كورونا المستجد، مساء اليوم الثلاثاء، حيث أحصت 607 حالة وفاة في الأوساط الاستشفائية خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأوضح المدير العام للصحة، جيروم سالومون، خلال الندوة الصحية اليومية المخصصة للكشف عن حصيلة الوباء، أن 7091 حالة وفاة سجلت بالمستشفيات، منها 607 حالة خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينما سجل على مستوى مؤسسات دور إيواء المسنين في وضعية عجز والمراكز السوسيو-صحية 3237 وفاة، أي 820 حالة أكثر من يوم أمس. وفي المجموع تم إحصاء 10 آلاف و328 وفاة منذ فاتح مارس المنصرم، تاريخ بداية تفشي الوباء.
وإلى اليوم -يضيف المسؤول الفرنسي- يخضع 30 ألف شخص للعلاج بالمستشفيات، جراء إصابتهم بعدوى فيروس “كوفيد-19″، بينما تم منذ يوم أمس، إدخال 305 شخصا إضافيا إلى المستشفيات، مشيرا إلى أن مقاطعات ما وراء البحار أحصت 145 حالة استشفاء، منها 44 في أقسام الإنعاش.
وحسب المدير العام للصحة، من بين مجموع الأشخاص الذين يخضعون للعلاجات، يتطلب 7131 علاجات مكثفة بأقسام الإنعاش، مؤكدا أن الساعات الـ 24 الماضية، عرفت قبول 518 حالة جديدة خطيرة بمصالح الإنعاش، حيث تم شغل 59 سريرا إضافيا فقط، على اعتبار أن “عدد الأشخاص الذين يغادرون المستشفيات يتزايد أكثر فأكثر”.
ووفقا لجيروم سالومون، فإن “الوباء يواصل تطوره، اعتبارا لعدد الأشخاص الذين دخلوا أقسام الإنعاش حديثا”.
وأشار المسؤول الفرنسي، من جهة أخرى، إلى أن 19 ألفا و337 شخصا تماثلوا للشفاء منذ بداية الجائحة، وهو “الرقم الذي لا يأخذ بعين الاعتبار الأشخاص الذين تعافوا في المدن، والذين لم يخضعوا للعلاجات”.
وكانت الحكومة قد أكدت، اليوم الثلاثاء، أن الوباء لا يزال “في مرحلة التطور”، مجددة دعوتها الفرنسيين إلى احترام تدابير الحجر الشامل.
تعليقات الزوار ( 0 )