استنجد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بالولايات المتحدة الأمريكية، من أجل التدخل لتخفيف التوتر منع المغرب، وإعادة العلاقات الدبلوماسية معه، إلى ما كانت عليه قبل شهر دجنبر من سنة 2020، حين أصدرت مدريد موقفا سلبيا من خطوة واشنطن القاضية بالاعتراف بمغربية الصحراء، قبل أن تحتد الأزمة بعد استقبال مدريد لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، للاستشفاء.
وكشفت جريدة “إل إسبانيول”، أن ألباريس، سافر أمس الثلاثاء، إلى واشطن، حيث كان له موعد مغلق مع نظيره الأمريكي أنطوني بلينكن، كان يفترض أن يجري بعد أسابيع، عير أن عدم إحراز أي تقدم في حل الأزمة مع المغرب، عجّل انعقاده، وفق ما قالت الصحيفة نفسها، قبل أن تضيف إن شعور الحكومة الإسبانية، هو أنه لا الرباط راضية، ولا الشركاء الأوروبيين لما بات عليه الوضع.
وأوضحت مصادر دبلوماسية، وفق اليومية الإسبانية، أن المغرب “بلد رئيسي واستراتيجي”، متابعةً أن حكومة مدريد ليست راضية عن بعض التحركات أو غياب أخرى، من طرف الرباط، مسترسلةً أن ألباريس أخبر بلينكن، أن “إسبانيا تتوقع تغييرا أكثر ووضوحا في الموقف من الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يتعلق بالصحراء”.
واسترسلت الصحيفة، أن تطرق الملك فليبي السادس، رئيس الدولة، إلى الأزمة مع المغرب، وإعرابه عن نيته في إصلاحها، بمثابة “الزر النووي” في الصراع الدبلوماسي، والأكثر من ذلك في حالة المغرب، لأن الملك يحتفظ بعلاقات شخصية وثيقة مع نظيره المغربي محمد السادس، مردفةً، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن الملك فليبي لم يكن ليجازف بالتحدث عن الموضوع، لو أنه لم يتكلم مع ملك المغرب.
بعبارة أخرى، تقول “إل إسبانيول”، عرفت إسبانيا كيف تنتظر سيناريو مناسبا مثل استقبال السلك الدبلوماسي لإعطاء طيّ رسمي لرسالة كانت تبحث عن استقبال جيد على الجانب الآخر من المضيق، بل أكثر من ذلك مع الأخذ في الاعتبار أنه “لم يكن هناك سفير مغربي يستمع إليه”، لأنه منذ ماي الماضي، سحبت الرباط ممثلها من مدريد.
واعتبرت “إل إسبانيول”، أن الإشارة إلى المغرب، من الملك، لا يمكن أن تكون أكثر وضوحا، في ضوء حقيقة أن كلماته، مشابهة تقربا لتلك التي قالها محمد السادس في رسالته نهاية شهر غشت الماضي، حيث كان قد حثّ على البدء في السير معا، من أجل تجسيد العلاقة الثنائية الجديدة التي تقول الحكومتان إنهما تعملان من أجلها لتجاوز الأزمة الحالية.
وتابعت أن ألباريس، طالب نظيره الأمريكي بموقف أكثر وضوحاً من واشنطن بخصوص نزاع الصحراء، دون أن يتطرق إلى الاعتراف الرسمي الذي كان قد أعلنه الرئيس السابق دونالد ترامب، مردفةً أن الولايات المتحدة شريك استراتيجي لكلا البلدين، غير أن مصادر أوروبية، ترى أن حوافز مدريد لجذب البلد الأمريكي الشمالي، صغرة بالمقارنة مع تلك التي تملكها الرباط.
وذكرت أن ألباريس، اتفق مع نظيره الأمريكي، رسميا على “توحيد الجهود” بهدف حل النزاع في الصحراء، كما أوضح رئيس الديبلوماسية الغسبانية، في تصريحات من واشنطن، عقب نهاية لقائه ببلينكن، متابعةً أن ألباريس لم يخض في التفاصيل حول ما يمكن لإسبانيا فعله في هذا الصدد، حسبها.
كما أن ألباريس، لم يرغب في توضيح، ما إن كان بلينكن قد أبلغه نية واشنطن في تغيير سياستها بشأن الصحراء، وهو ما تريده إسبانيا، مسترسلةً أن أمدريد تصر على موقفها بخصوص النزاع، وتدعم حلا سياسيا عادلا مقبولا للطرفين، ويستند على الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، التي تتوقع إجراء استفتاء لتقرير المصير كحل معقول، وهو سبب الأزمة الرئيسي مع المغرب.
وأبرزت أن فرنسا وألمانيا، راجعتا موقفهما بخصوص الصحراء، وتجاوزتا الحديث عن استفتاء تقرير المصير، وبدأتا في الحديث عن حل الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب، وهو الأمر الذي فاجأ حكومة مدريد، خصوصا بعد موقف برلين الأخير، الذي اعتبره سانشيز، وفق الصحيفة، “مفاجئا للغاية، ولم يعجبنا الأمر”.
تعليقات الزوار ( 0 )