شارك المقال
  • تم النسخ

أي دلالات للمشاركة الواسعة للأقاليم الجنوبية في انتخابات الثامن من شتنبر؟

حققت الأقاليم الجنوبية للمملكة أعلى نسب مشاركة في الاستحقاقات الجماعية والجهوية والتشريعية التي جرت يوم 8 شتنبر الجاري، مقارنة بباقي جهات المغرب، وقد بلغت هذه النسبة في جهة العيون الساقية الحمراء 66.94 في المائة، متبوعة بجهة كلميم واد نون بنسبة 63.76 في المائة، ثم جهة الداخلة وادي الذهب بنسبة 58.30 في المائة.

ويرى باحثون ومتتبعون أن هذه النسب لها عدة دلالات وجاءت نتيجة مجموعة من التفاعلات، وتعكس إرادة المواطنين الصحراويين القوية للمساهمة في إنجاح الخيار الديمقراطي وتشبثهم بالوحدة الوطنية.

فهذا الارتفاع الذي تم تحقيقه سواء في انتخابات 2016 أو 2021 بالأقاليم الجنوبية يعبر عن مزيد من الثقة في المؤسسات الوطنية والرغبة الأكيدة في المساهمة في تعزيز المسلسل الديمقراطي للمملكة.

وارتباطا بذلك قال الباحث في السياسة الدولية عبد الواحد أوامن “هناك مجموعة معقدة من التفاعلات التي أدت لهذه النتائج في الأقاليم الجنوبية، نذكر منها  بداية قضية الصحراء، وما رافقها من اهتمام خاص من طرف مختلف المتدخلين، حيث شهدنا إنزالا غير مسبوق وتعبئة شاملة للعديد من الأحزاب من أجل الظفر بمقاعد تلك الجهات.”

ومن جهة ثانية أضاف أوامن خلال حديثه لجريدة “بناصا”  “أن الدولة أيضا في شخص وزارة الداخلية (الولاة – العمال…) قامت بمجهود كبير من أجل تيسير العملية تنظيميا لعدة اعتبارات من أهمها: تحسين صورة الدولة ديمقراطيا أمام مختلف الجهات الإقليمية والدولية خصوصا أمام مراقبي الانتخابات الذين ركزوا على المناطق الجنوبية بشكل خاص.”

وعزى الباحث في السياسة الدولية الأمر كذلك لـ”قيمة المترشحين في تلك الجهات، والذين ينتمون لقبائل لها قيمة انتخابية كبيرة وقاعدة جماهيرية مهمة، وأيضا دور المجتمع المدني قام أيضا بدور مهم في التعبئة والمواكبة من أجل استمالة فئة الشباب للمشاركة في الانتخابات.”

وأردف المتحدث أن “التنظيم المسبق والإعداد الجيد أيضا من أسباب تلك النتائج، فهناك متدخلون أساسيون عملوا منذ سنوات من أجل الوصول لنتائج جيدة في تلك المناطق، واستغلوا نقاط الضعف السابقة من أجل استدراك الوضع والتعويض في انتخابات 2021، مؤكدا أن نجاح العملية الانتخابية، والمشاركة الواسعة للأقاليم الجنوبية أحد أهم الوسائل التي تستخدمها الدولة بمختلف مكوناتها من أجل الدفاع عن النموذج الديمقراطي المغربي (قضية الوحدة الترابية).”

وفي ذات السياق يقول أوامن، أن الأمر “ساهم في إظهار المملكة كبلد يحترم الديمقراطية ويؤمن بالتعددية، والصحراويون أبانوا عن وعي كبير بقيمة هذه الانتخابات وراهنيتها وفهموا أن الخيار الديمقراطي هو الحل لتحقيق التنمية والاستقرار والتقدم، وأن ما يدعوا له الانفصاليون أصبح في حكم السراب ولا يمت لاهتمامات وتحديات الأقاليم الجنوبية بصلة.”

وأكد أوامن على أن “الانخراط في تدبير الشأن المحلي والمساهمة في صناعة السياسات العمومية للبلاد (عبر الانخراط في البرلمان وباقي مؤسسات البلاد) هو الحل وهو الطريق لتحقيق العدالة الاجتماعية والنمو الاقتصادي والأمن والاستقرار الذي تسعى له كل جهات البلاد وخاصة الأقاليم الجنوبية.”

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي