كشفت مصادر جزائرية مقربة من قيادة أركان الجيش، أن الجنرال سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، أصدر تعليمات صارمة لجبهة البوليساريو تقضي بسحب كل الأسلحة والطائرات المسيرة التي تسلمتها من إيران، وتسليمها فورًا إلى مصالح الاستخبارات العسكرية الجزائرية.
ويأتي هذا القرار، وفق المصدر ذاته، في سياق التطورات العسكرية الجارية بين إسرائيل والنظام الإيراني، وما خلفته من تداعيات إقليمية ودولية متسارعة، دفعت السلطات الجزائرية إلى اتخاذ إجراءات استباقية لتفادي أي تصنيف لجبهة البوليساريو ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، خاصة من قبل الدول الغربية التي تراقب عن كثب تحركات طهران ووكلائها في المنطقة.
وأكدت صحيفة “ساحل أنتليجنس” أن هذا التحول الاستراتيجي في موقف الجزائر ليس فقط محاولة للتماهي مع المزاج الدولي المناهض للإرهاب المدعوم من إيران، بل يشكل كذلك رسالة سياسية مزدوجة، من جهة للغرب مفادها أن الجزائر تنأى بنفسها عن أي ارتباط مباشر مع الأنشطة العسكرية الإيرانية، ومن جهة أخرى لتحجيم استقلالية جبهة البوليساريو وتحويلها إلى أداة أمنية بحتة تخضع بالكامل لأوامر المؤسسة العسكرية الجزائرية.
وبموازاة مع ذلك، أمر الجنرال شنقريحة بإعادة تموقع الميليشيات الإيرانية التي كانت تنشط في قواعد سرية داخل التراب الجزائري، وذلك بإعادة انتشارها في دول الساحل الإفريقي وعلى الحدود مع ليبيا، في خطوة يرى مراقبون أنها تهدف إلى تخفيف الضغط الداخلي والخارجي عن الجزائر، مع الحفاظ على قنوات التنسيق العملياتي مع طهران بعيدًا عن الأعين.
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد القلق الدولي من التوسع الإيراني عبر وكلائه في مناطق النزاع، خصوصًا بعد التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران الذي قد يعيد رسم خريطة التحالفات والنفوذ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تعليقات الزوار ( 0 )