أثارت حادثة تصرّفات والي ولاية مستغانم غرب الجزائر ، سعيدون عبد السميع، تجاه مواطنين ببلدية سيرات، جدلا وغضبًا واسعين وسط الجزائريين خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تعالت معها مطالب جامحة بإقالته الوالي من منصبه،معتبرين ذلك التصرف بـ “إهانته” لمواطنين بسطاء.
وكانت الحادثة الاولى لوالي مستغانم ، لما ظهر في أحد الفيديوهات المتداولة، خلال خرجة ميدانية برفقة السلطات المحلية الأمنية والعسكرية بإحدى ورشات البناء، حين قام بطرد أحد مهنس معماري ممثل مكتب دراسات، بسبب لون بذلته الخضراء التي شبهها الوالي بالبدلة العسكرية ، حيث قام بإحراجه أمام مرأى الجميع وأمره بالانصراف بحركة وصفها الجزائريون بغير لائقة .
وقال الوالي سعيدون بالحرف الواحد حسب الفيديو المتداول ، “لماذا جئت ببذلة عسكرية، هل أتينا هنا لكي نمزح؟ هذه قلّة حياء.. من المفروض أن نعرف من أين جاء هذا الرجل بهذه البذلة العسكرية”.
ورد الضحية ممثل مكتب الدراسات، على صفحته بفيسبوك متسائلا عن ما حدث معه من قبل الوالي ناشرا صورًا لسترته الخضراء، وقال في رسالته : “هل هذه سترة عسكرية؟ لقد أُهنت أمام الملأ وما باليد حيلة، ما هو ذنبي إن لم أتمكّن من شراء بذلة كلاسيكية؟ وأنت أعلم مني براتب الوظيف العمومي؟”.
والغريب من ذلك هو ما قام به الوالي خلال نفس الزيارة لما كان يتأهب لركوب سيارته حيث قام بالردّ على امرأة تشكوه عدم حصولها على سكن، بأن تتدبّر أمرها بنفسها، بقوله “دبري راسك”، والمصير نفسه واجهه رجل حاول اللحاق به وإبلاغه بأنّه أودع ملفًّا للسكن منذ سنة 1994، ولكن الوالي رفض الإستماع للشخص المقهور من معضلة السكن واستعمل حركة توحي بعدم اهتمامه بشكواه .
ومباشرة بعد الضجة التي تسببت فيها تصرفات هذا الوالي ،خرجت وزارة الداخلية والجماعات المحلية عن صمتها ، وذكرته بواجبه المهني وضرورة الاستماع للمواطنين وتسجيل انشغالاتهم تطبيقا لأوامر رئيس الجمهورية .
وشجب وزير الداخلية كمال بلجود في بيان رسمي ، إطلعت عليه ” بناصا ” أي سلوك من شأنه المساس بكرامة المواطن، مضيفا أن المسؤولين والإطارات المحليين ملزمون بقواعد الإصغاء والاحترام المتبادل، والرزانة والحكمة وسعة الصدر.
وعاشت الجزائر نفس السياناريو الذي قام به والي مستغانم ، مع ولاة سابقون في عهد الرئيس المخلوع بوتفليقة و سبق إنهاء مهام عددًا من الولّاة، ارتكبوا اخطاءا قاتلة مع المواطنين وأثاروا سخط الشارع الجزائري، على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن بين هؤلاء الولاة والي البليدة مصطفى العياضي، بسبب تصرف غير لائق مع إحدى المصابات بمرض الكوليرا، إذ أمرها بعدم الاقتراب منه، أثناء زيارة ميدانية إلى أحد مستشفيات الولاية ، ووالي ولاية المسيلة حاج مقداد، بسبب تقصيره في التعامل مع قضية الشاب عياش الذي سقط في بئر ارتوازي .
تعليقات الزوار ( 0 )