Share
  • Link copied

أمريكا والسعودية على عتبة اتفاق نووي مدني.. وواشنطن تلوّح بفصل المسار عن التطبيع مع إسرائيل

كشف الباحث الأكاديمي المقيم في العاصمة الأمريكية، محمد الشرقاوي، عن معطيات جديدة بشأن تطور العلاقات الأمريكية-السعودية، تشير إلى توجه البيت الأبيض نحو فكّ الارتباط بين مشروع التعاون النووي المدني مع السعودية ومسار التطبيع مع إسرائيل، في تحوّل لافت عن سياسة الربط التي طغت منذ إطلاق اتفاقيات إبراهيم عام 2020.

وفي تدوينة نشرها على حسابه الشخصي، أفاد الشرقاوي بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تسير نحو إبرام “صفقة مهمة” مع الرياض، تتعلق بتشييد مفاعلات نووية لأغراض سلمية، حتى دون انتظار التقدم في ملف التطبيع مع تل أبيب. ونقل عن مصدر رسمي في واشنطن أن “الرئيس ترامب عازم على المضي قدمًا في صفقة استراتيجية مع السعودية، حتى بدون مشاركة إسرائيل”.

“صفقة الألفية”… بدون إسرائيل؟

ذات المصدر ذهب إلى حد التلميح بإمكانية تنفيذ ما وصفه بـ”صفقة الألفية” دون الحاجة لرضى الجانب الإسرائيلي، قائلاً: “إذا لم تعد إسرائيل إلى رشدها، فحتى صفقة الألفية ستُنفذ بدونها”، في إشارة إلى حالة التوتر غير المعلنة بين واشنطن وتل أبيب بسبب الحرب على غزة ورفض حكومة نتنياهو الانخراط في مسار التسوية.

ويأتي هذا التطور في سياق استمرار وقف إطلاق النار بين السعودية وجماعة الحوثي في اليمن، والذي وصفه المصدر ذاته بأنه مجرد “مقدمة” لترتيبات استراتيجية أوسع تشمل التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية.

تحرك رسمي على خط الطاقة

وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت، كان قد صرح خلال زيارة رسمية إلى المملكة الشهر الماضي بأن الولايات المتحدة والسعودية “تسيران على مسار نحو اتفاق نووي مدني”، في خطوة تمثل أحد أبرز ملامح إعادة تشكيل العلاقة بين البلدين بعد التوترات التي طبعت السنوات الماضية.

وتسعى السعودية منذ سنوات إلى دخول نادي الدول التي تمتلك بنية تحتية للطاقة النووية لأغراض سلمية، وتعتبر التعاون مع واشنطن خياراً استراتيجياً في هذا المسار، بما يتيح لها التكنولوجيا والدعم الدولي دون المساس بالتزاماتها في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي.

تحول في المقاربة الأمريكية؟

ويرى مراقبون أن فصل المسارين النووي والتطبيعي قد يعكس تحولاً في المقاربة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل تعثر محادثات التطبيع وتزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب الوضع في غزة. كما أن الدفع نحو صفقة نووية مع السعودية قد يهدف إلى تحجيم النفوذ الصيني والروسي المتزايد في الخليج، وتأمين حلفاء واشنطن بوسائل طاقة بديلة ومتقدمة.

Share
  • Link copied
المقال التالي