شارك المقال
  • تم النسخ

أكِلتُمْ يوم أُكِلتْ غَزَّة!

استهداف المنظومة الصحية في قطاع غزة من قبل جيش الكيان الصهيوني، عمل إرهابي جبان ومدان، مهما حاول الإعلام الغربي الداعم لإسرائيل، تبرير ذلك بالعملية العسكرية النوعية، التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر ، وأسفرت عن قتل وأسر مئات الإسرائيليين خلال ساعات فقط.

أن تصل العنهجية الإسرائيلية إلى حد قصف مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة بالصواريخ، وإبادة أكثر من خمسمائة من المدنيين النازحين للمستشفى، علاوة على إستهداف الأطباء، والممرضين، والمسعفين، في ظل وجود ضمانات بعدم إستهداف الفئات المحمية بموجب القانون الدولي، فهذا دليل قاطع على همجية وبربرية جيش الكيان الصهيوني، الذي تمادى في عدوانه المغلف بحق الدفاع الشرعي عن النفس، رغم أن العالم بأسره يعلم بأن إسرائيل دولة إحتلال.

على الدول العربية والإسلامية أن تتحرك بسرعة لوقف النزيف، قبل أن تجد نفسها في ورطة أكبر، وينطبق عليها القول المأثور: أكلت يوم أكل الثور الأبيض، لأن جنون المحتل الإسرائيلي بلغ مداه، وساكنة غزة تتعرض مند أسبوعين تقريبا لحرب تطهير عرقي وديني خطير، لا يمكن السكوت عليه أو التطبيع معه تحت أي مبرر كان.

ما يقع في قطاع غزة من جرائم ضد الانسانية، هو نتيجة طبيعية لحجم الدعم والتأييد الكبيرين الذي يحظى بهما الكيان الصهيوني من طرف الويات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وهو تحصيل حاصل لسياسة التطبيع التي انخرطت فيها عدة بلدان عربية وإسلامية من منطلقات مختلفة.

قطع العلاقات الدبلوماسة مع الكيان الصهيوني، خلال هذه المرحلة العصيبة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، هو أقل ما يمكن الرد به على الجرائم التي يقترفها هذا الكيان المارق في قطاع غزة، دون احترام للقانون الدولي الإنساني.

استمرار التطبيع العربي والاسلامي مه هذا الكيان المجرم، هو الذي سيشجعه على البطش أكثر بإحواننا الفلسطينيين، الذين سلبت منهم أراضيهم، وتم تهجيرهم خارج فلسطين المحتلة، دون السماح لهم بحق العودة، ولازالوا يتعرضون إلى حدود اليوم للإبادة الانسانية، بدعم ممن يصفون أنفسهم برعاة السلام في الشرق الأوسط.

بالأمس القريب جدا، كان لنا رأيا معتدل من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكنا نمسك العصا من الوسط، مراعاة لمصالح بلادنا العليا، مادام أن الأصل في العلاقات الدولية هو المصالح والتوازنات، ولكن اليوم، وبسبب العدوان الغاشم الذي يشنه الكيان الصهيوني المارق ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، دون أي إحترام للقانون الدولي الإنساني، فلا مناص من إعادة النظر في تقدير الموقف.

ما يحدث الآن من مجازر رهيبة في حق إخواننا الفلسطينيين بقطاع غزة، دليل قاطع على أن الصهاينة ينظرون للإنسان العربي والإسلامي، كقطيع من الحيوانات التي تستحق القتل والإبادة، وهي نفس النظرة التي يدافع عنها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن، الذي تهمه انتخابات الرئاسة أكثر مما تهمه أرواح الاطفال والنساء والشيوخ، التي تزهق يوميا بقصف عشوائي، يطال المدارس والمساجد والمستشفيات.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي