قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط سلا القنيطرة، محمد أضرضور، إن تقييم تجربة التدريس بالتناوب حضوريا وعن بعد، التي تبنتها وزارة التربية الوطنية خلال الموسم الدراسي 2020/2021، انطلقت عبر تتبع تصريف وتنزيل هذه الأنماط بالمؤسسات التعليمية، مضيفاً بأنه لابد من انخراط كافة المتدخلين في العملية.
وتابع أضرضور، في تصريحٍ لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن التقرير المرفوعة من طرف لجان اليقظة جهويا وإقليمياً، تُظهر أن التجربة تمكنت من تحقيق الأهداف التي وضعت لأجلها، بعدما وصلت نسبة إنجاز دروس المقرر لـ 38 في المائة، وهي نسبة عادية، مشيراً إلى أن الرقم يبقى متغيراً حسب الأسلاك ونوع المؤسسات التعليمية عموميةً أو خاصّة.
ونبه المسؤول التربوي إلى أنه كان هناك حرص في بداية الدخول المدرسي، على استثمار الأسابيع الأربعة الأولى من أجل إجراء محطة التقويم التشخيصي والدعم الاستدراكي للتلاميذ، مسجّلاً بأن النتائج المحصل عليها حاليا، مشجعة جداً، ويمكنها تعزيز التعلم الذاتي واستقلالية المتعلم ليواصل المسار مدى الحياة، مردفاً بأن هدا النهج يبقى أداةً لمسايرة التحولات المتسارعة، معرفياً ومجتمعياً.
وبخصوص الامتحانات باعتبارها أهم أشكال تقويم حصيلة التعلمات، أوضح أضرضور، بأن هناك ملاءمة بين البرامج الدراسية مع المنهاج الافتراضي، إلى جانب أن هناك استئناساً ببعض الاختبارات الدولية، مؤكداً أن المنظومة التربوية “تتوفر على أطر مرجعية خاصة بالامتحانات الإشهادية للأسلاك الثلاثة من الطراز الرفيع، وهي مبنية على أسس ومعايير علمية مستمدة من أحدث المدارس في علم التقويم”.
وأبرز المسؤول ذاته، بأن المنعطف الحالي، هو أننا أمام “نمط تربوي جديد قائم على التناوب بين الحصص الحضورية وحصص التعلم الذاتي”، مما يستوجب، حسب أضرضور، “التفكير الجماعي لتكييف المعايير وتطوير آليات التقويم التربوي؛ المراقبة المستمرة، الأداءات والإنجازات، المشاريع التعليمية، الامتحانات”.
ووفق مدير أكاديمية الرباط، فإن التفكير حاليا، لابد وأن يتطرق إلى وظيفة الامتحان، الذي يعتبر أداةً ضمن أدوات تقييمية عديدة ومتعددة، وهي لا ينبعي أن تقتصر فقط على الإشهاد، حسبه، مسترسلاً بل لابد من أن تكون معززةً ومقويةً للتعلم الذاتي، مبرزاً بأن هذا الموضوع يعدّ ورشاً كبييراً تعمل الوزارة على عليه.
وشدد أضرضور، على أن الرهان اليوم، يمكن في تجديد آليات التقويم التربوي، لتعكس مؤهلات المتعلمين، وتضمن مصداقية وموثوقية النتائج، مع ضرورة “الأجرأة الفعلية لمبدأي الإنصاف وتكافؤ الفرص بين مختلف المتعلمين بالمدرسة المغربية”، منبهاً إلى أنه لا يجب أن نغفل الإشكال الكبير المتجلي في قطيعة موروثة عن الماضي، والتي خلقت فجوة بين أنماط التقويم التربوي.
وزاد أضرضور بأنه لابد من من فتح نقاش تربوي جريء ومستعجل في ظل تجميع القطاعات الثلاثة؛ التربية الوطنية، التكوين المهني، التعليم العالي، من أجل بناء تصور منسجم ومتكامل، يضمن سيرورة تقويم التعلمات في مختلف المراحل التعليمية في تناغم واضح المعالم بين المقاربات التقويمية المعتمدة ضمن البيداغوجيا الجامعية، وذلك عن طريق استحضار خصوصيات مختلف المؤسسات والأقطاب والتخصصات”.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أنه لم يكن من السهل الحسم في قرار الدخول المدرسي الحالي، الذي تزامن مع الموجة الثانية من كورونا في المغرب، ما جعلها تضع أمام أسر التلاميذ المغاربة والمؤسسات التعليمية ثلاث خيارات، الأول يتعلق بالتعليم القائم على التناوب، والثاني النمط التربوي الحضوري، فيما الثالث هو النمط التربوي عن بعد.
تعليقات الزوار ( 0 )