أثار إعلان الحكومة الإسبانية دعم مشروع محطة تحلية كبرى في مدينة الدار البيضاء المغربية حفيظة الحزب الشعبي الإسباني المعارض، الذي سارع إلى توظيف الحدث لتوجيه انتقادات لاذعة لحكومة بيدرو سانشيز، متهماً إياها بـ”التقاعس” عن حل أزمة المياه في مدينة مليلية المحتلة.
وبالرغم من أن الشراكة بين الرباط ومدريد في مجال الماء والطاقة ليست جديدة، وتندرج ضمن دينامية استراتيجية تشمل ملفات حساسة كالهجرة والتعاون الأمني والطاقة، وهو ما يعني أن دعم محطة تحلية مغربية لا يمكن فصله عن هذه التفاهمات التي تتجاوز الحسابات المحلية الضيقة، (بالرغم من ذلك)، إلا أن الحزب الشعبي اختار استغلال الملف سياسيا ضد حكومة بيدرو سانشيز.
ويرى مراقبون، أن ربط الملف بوضعية مليلية المحتلة، يعكس تخبطاً واضحاً من قبل الحزب الشعبي، إذ إن المدينة يفترض أنها خاضعة بحكم الأمر الواقع، لسيادة إسبانيا، وبالتالي فإن المشكلة، هي فالأساس أزمة داخلية، أكثر منها “تمييزا من قبل حكومة سانشيز، لصالح المغرب”، كما يحاول البعض الترويج، وهو ما يؤكده وجود مشكلة مشابهة في ألميريا وملقا.
وفي خلفية هذا السجال، يظهر مرة أخرى توتر غير معلن في العلاقة بين المغرب وقطاعات من اليمين الإسباني، التي لم تهضم بعد التحولات التي فرضتها السياسة الواقعية الجديدة، بدءاً من موقف مدريد الداعم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، مروراً بتوسع النفوذ المغربي في إفريقيا، وصولاً إلى التموقع الاقتصادي الإقليمي.
تعليقات الزوار ( 0 )