شارك المقال
  • تم النسخ

أذربيحان تفتح آفاقا واسعة للسلام والازدهار الدائمين في جنوب القوقاز

كما فتح تحرير أذربيجان للأراضي المحتلة الباب أمام سلام واستقرار دائمين في المنطقة. أدى الانتصار العظيم لأذربيجان في الحرب الوطنية التي استمرت 44 يومًا في 27 سبتمبر 2020 من أجل وحدة أراضيها إلى خلق واقع جديد للتنمية في منطقة جنوب القوقاز. تحظى المشاريع التي تنفذها أذربيجان لزيادة الازدهار في المنطقة بتقدير جميع الشركاء. لأن كل خطوة من هذه الخطوات ستدعم جهود التطبيع في المنطقة.

حققت أذربيجان بنفسها تطبيق أربعة قرارات اتخذها مجلس الأمن الدولي عام 1993، والتي طالبت بالإنسحاب الفوري والكامل وغير المشروط للقوات المسلحة الأرمينية من الأراضي المحتلة لأذربيجان، وقد عجزت أو تواطأت القوي الدولية الكبري علي ارغام أرمينيا علي تطبيق تلك القرارات، ومن ثم فقد أصبحت قراباغ وشرق زانجازور، اللتان كانتا تحت الإحتلال الأرمني لما يقرب من 30 عاماً، محررتين أخيراً من هيمنة الإختلال، وبدأ عهد جديد من التنمية والإزدهار في هذه المنطقة، حيث أعلنت أذربيجان استعدادها للتعاون مع أرمينيا في مرحلة السلام الجديدة، أو بعبارة أخرى، أوجد أذربيجان فرصة تاريخية للسلام الدائم والتكامل والتعاون مع دول المنطقة بفضل التطور الإيجابي لهذا الواقع الجديد، الذي تشكل بعد حرب قراباغ الثانية 2020، والذي يتطلب من جميع الدول وخاصة أرمينيا استثمار ذلك الواقع الجديد من أجل البناء والإزدهار.

خلال فترة الإحتلال الأرمني لقراباغ، عمدت أرمينيا إلي تدمير كل شئ علي الأرض، القري والمزارع، البيوت والمنشآت، المعالم التاريخية والترث، بما في ذلك الآثار الثقافية والدينية في قراباغ، فقد تم تدمير المساجد وتدنيسها بهدف الإساءة ونشر الكراهية لجميع المسلمين، حيث تم تحويلها حظائر للخنازير والحيوانات. تقوم أذربيجان الآن بإحياء قراباغ وشرق زانجازور المدمرتين، منذ أن انطفأت نيران الحرب مباشرة، فقد بدأت أعمال إعادة إعمار واسعة النطاق، وظهرت النتائج الأولية بشكل لم يتوقعة الكثيرون، حيث تقوم أذربيجان ببناء مدن وقرى جديدة بمواردها المالية، وفي نفس الوقت تتغلب أذربيجان على كافة العقبات الوخيمة التي خلفتها القوات الأرمينية المنسحبة، بما فيها المبيدات الحشرية التي أفسدت التربة الزراعية، والألغام الأرضية التي تعيق عملية إعادة الإعمار، ولكن رغم كل ذلك فإن أذربيجان ماضية بخطوات متسارعة في عمليات إعادة الإعمار، فقد تم تخصيص 1.3 مليار دولار من ميزانية الدولة لهذا الغرض، وفي عام 2022، سيتم تخصيص نفس المبلغ على الأقل أيضاً، حيث تمت الموافقة على المخططات الهيكلية للمدن المحررة.

في الوقت نفسه، يعد مطار فضولي الدولي، الذي تم تشييده خلال 8 أشهر فقط، أحد أهم البنى التحتية لمشروعات النقل الرئيسية في المنطقة، فمن خلال هذا المطار، تفتح أذربيجان الأبواب الواسعة لقراباغ على العالم الخارجي، كما تقوم أذربيجان ببناء مطارين آخرين في قراباغ، ليصل عدد المطارات إلى 3 مطارات دولية، من شأنها توفير وسهولة السفر من وإلي قراباغ. تأتي عملية إعادة إعمار قراباغ وفق أحدث خطط الإعمار في العالم من حيث الإعتماد علي التقنيات العالية، والطاقة النظيفة المتجددة، لتضيف واقعاً جديداً للمنطقة بأسرها، حيث يتم إنشاء “المدينة الذكية” في منطقة زانجيلان المحررة، والتي تم تصميمها لضمان أعلى مستوى من الرفاهية للمواطنين العائدين إلى المنطقة بعد حوالي 30 عاماً، حيث أصبحت قراباغ وشرق زانجازور، اللتان ظلتا منطقة مهجورة مدمرة لما يقرب من 30 عاماً، وجهة جذابة للمستثمرين الأجانب، حيث تشارك كبري الشركات العالمية بنشاط منقطع النظير في عملية إعادة الإعمار، وتساهم في تنمية قراباغ وشرق زانجازور الغنيتين بالموارد الطبيعية.

لقد أصبح ممر زانجازور، الذي سيخدم رفاهية المنطقة بأكملها وسيصبح جزءاً مهماً من ممرات الشرق والغرب والشمال والجنوب، حقيقة واقعة. خلال اجتماع بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في سوتشي الأسبوع الماضي، بوساطة من الرئيس الروسي، اتفق الجانبان أيضاً على الإسراع بترسيم الحدود بين البلدين، حيث تم الإتفاق علي تشكيل لجنة ثنائية لتحديد وترسيم الحدود الدولية بين أذربيجان أرمينيا، بهدف الوصول إلي وضع ترسيم متفق عليه بين أذربيجان وأرمينيا قريباً وتوقيع اتفاقية سلام نهائية بين الجانبين.

في قمة منظمة التعاون الاقتصادي، التي عقدت مؤخراً في عشق أباد في 28 نوفمبر، قال الرئيس الأذربيجاني أن فرصاً جديدة قد فُتحت أمام الدول الأعضاء في منطقة جنوب القوقاز، حيث بدأت بالفعل عملية نشطة وفعالة في المنطقة تلبي الحقائق التي أوجدتها أذربيجان، والتي تحقق مصالح جميع الأطراف، فمن شأن عملية السلام الجارية حالياً في المنطقة أن توفر أجواء ايجابية من أجل الإزدهار والرفاهية للشعوب.

يعد الإنتصار الذي حققته أذربيجان خلال ٤٤ يوماً، في ملحمة عسكرية خالدة، هو انتصار للعالم الإسلامي بأسره، لأنه منذ حوالي 30 عاماً، كانت هناك محاولات لتدمير المعالم والقيم الإسلامية في أراضي أذربيجان المحتلة، فقد حالت أذربيجان دون اكتمال تلك المخططات التي كانت تهدف لتغيير هوية المعالم الأسلامية، وليس من قبيل المصادفة أن تحافظ مدينة شوشا، درةة قراباغ، ولؤلؤة القوقاز على صورتها كعاصمة ثقافية لأذربيجان والعالم الإسلامي، حيث يتم الآن تشييد مساجد جديدة، وتجديد المساجد التي دمرتها قوات الاحتلال، ليعود صوت الآذان يصدح مرة أخري من قراباغ، حيث لن تتمكن أي قوة من إيقافه بعد ذلك.

عضو في البرلمان الأذربيجاني، وعضو الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وعضو المجلس التنفيذي للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، وممثلة أذربيجان في منظمة القيادات السياسية النسائية

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي