كشف موقع Les Jours الإخباري عن وجود مجموعة خاصة على فيسبوك تمجّد جوردان بارديلا، رئيس “حزب التجمع الوطني” اليميني المتطرف، وتُردّد فيها رسائل عنصرية ومعادية للإسلام واليهود والمثليين.
وقد تم التعرّف داخل هذه المجموعة، المسماة “فرنسا مع جوردان بارديلا”، على تسعة نواب من “حزب التجمع الوطني” انضموا إليها بين شهري سبتمبر عام 2023 ويناير عام 2024، من بين حوالي 11 ألف عضو ينتمون أو يتعاطفون مع الحزب الذي تتزعمه مارين لوبان ويرأسه جوردان بارديلا.
تعليق في المجموعة: كنا نحتاج إلى رجل صاحب شارب صغير، كل شيء كان لينتهي بسرعة… عذرًا، نسيت اسمه
النواب التسعة هم: نيكولا دراغون، كريستيان جيرار، رينيه لوريت، كارولين كولومبييه، ناتالي دا كونسيساو كارفالو، باسكال ماركوفسكي، باسكال بورد، لورانس روبير-ديهولت، ومونيك غريزيتي.
ولم يرد أي من هؤلاء النواب على أسئلة Les Jours، باستثناء نيكولا دراغون الذي تحدث بعد نشر التحقيق.
ووفقًا للموقع، فإن كارولين كولومبييه، وباسكال ماركوفسكي، وباسكال بورد، غادروا المجموعة فور تلقيهم طلبات المقابلة، وفق ما نقلت صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية عن موقع Les Jours.
كانت المجموعة تُدار من قبل عدد من كوادر الحزب، مرشحين سابقين، ومساعدين برلمانيين، بمن فيهم كيليان كوتو وساندرين ديماريه، وهما مساعدان برلمانيان للنائبين خوسيه بورا ومارك دو فلوريان، وكذلك ميشيل ماسي، مسؤول الاتصال في “حزب التجمع الوطني” بجزيرة لا ريونيون، وغيرهم.
وراء واجهة تمجيد رئيس الحزب، امتلأت المجموعة بدعوات إلى الكراهية والعنف، ومضامين معادية للسامية، والعرب، والمثليين، دون أن يُبدي النواب أي رد فعل.
من بين العبارات التي نُشرت: “أخرِجوا العرب”، “فرنسا يحكمها اليهود الصهاينة”، “ماكرون شاذ صغير”. في المقابل، يتم طرد من يدعو إلى توحيد اليمين، أو يناصر “حزب الاسترداد” التابع لإيريك زمور من المجموعة.
وبحسب المادة 40 من قانون الإجراءات الجنائية الفرنسي، كان من واجب النواب التسعة التبليغ عن العبارات غير القانونية المنتشرة داخل المجموعة، إلا أن Les Jours تؤكد أنه “لا يبدو أن أحدًا منهم قد قام بذلك”.
علماً أن المحتوى كان واضحًا وصريحًا. فعلى سبيل المثال، نُشر تعليق يقول: “لا حل لإنقاذ فرنسا سوى طرد كل هؤلاء الصهاينة الذين يعيشون على حساب الفرنسيين”، تحت صورة تجمع مارين لوبان وجوردان بارديلا.
وفي تعليق على منشور للوزير الأول غابرييل أتال بتاريخ 8 أبريل ينتقد فيه “حزب التجمع الوطني”، انتشرت تعليقات معادية للمثليين من قبيل: “أتال… مثل أنال (شرج)…”، “هذا الوغد أتال”، “مارين لوبان أفضل منه بعشرة ملايين مرة”.
وفي فيديو نشره موقع Frontières اليميني المتطرف، يظهر فيه صحافيون يتعرضون للسخرية من قبل أنصار حزب “فرنسا الأبية” اليساري، كتب أحد الأعضاء: “كنا نحتاج إلى رجل صاحب شارب صغير، كل شيء كان لينتهي بسرعة… عذرًا، نسيت اسمه”، في إشارة واضحة إلى أدولف هتلر.
أما معاداة السامية فكانت صريحة: “الصهاينة يجب أن يخرجوا! لا يحق لكم أن تتحكموا بالشعب! وكل الحثالة الذي أدخلتموه لتشويه هوية فرنسا يجب أن يخرج معكم!”. ولم يتم حذف أي من هذه المنشورات أو طرد أصحابها من المجموعة.
بعدما تواصلت Les Jours مع النواب المعنيين، غادر بعضهم مجموعة “فرنسا مع جوردان بارديلا”. أما المشرفون على المجموعة، فقاموا بتغيير اسمها إلى “من أجل فرنسا”، في محاولة لقطع الصلة الظاهرة مع “حزب التجمع الوطني”، ثم غادروها لاحقاً.
النائب نيكولا دراغون: لم أكن أعلم ما يُقال أو يُنشر في هذه المجموعة، أنا لا أزورها أصلاً، وليس لدي وقت لذلك. بناءً على ما اكتشفته، سأغادر المجموعة
وحده النائب نيكولا دراغون قدّم توضيحات بعد نشر التحقيق، مدعيًا أنه لا يتذكر كيفية انضمامه للمجموعة، مرجحًا أن يكون ذلك عبر دعوة تلقاها “كما يتلقى العشرات أسبوعياً”. وأضاف: “لم أكن أعلم ما يُقال أو يُنشر في هذه المجموعة، أنا لا أزورها أصلاً، وليس لدي وقت لذلك […] بناءً على ما اكتشفتُه، سأغادر المجموعة”.
وليست هذه المرة الأولى التي يُكشف فيها عن وجود كوادر من “حزب التجمع الوطني” اليميني المتطرف في مجموعات تحضّ على الكراهية دون رقابة. ففي شهر يناير الماضي، كشف Les Jours أن سبعة كوادر في الحزب كانوا أعضاء في مجموعة فيسبوك “Les Barjols”، وهي جماعة يمينية متطرفة تخضع حاليًا للملاحقة القضائية بسبب دعوتها إلى العنف، لا سيما ضد الرئيس إيمانويل ماكرون. لتبقى هذه الوقائع دليلاً إضافيًا على أن الحزب، رغم البدل الرسمية والكلمات المنمقة، لم يتغيّر في الجوهر، كما كتبت صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية.
تعليقات الزوار ( 0 )