Share
  • Link copied

أحمد باركلا: نشاط دبلوماسي غير عادي بين العواصم الرئيسية في شمال إفريقيا بهدف الترويج لحل مشكلة الصحراء المغربية

قال  الحاج أحمد باركلا، السكرتير الأول لحركة “صحراويون من أجل السلام”، إنه “ومنذ أسابيع، يجري نشاط دبلوماسي غير عادي بين العواصم الرئيسية في شمال إفريقيا بهدف الترويج لحل مشكلة الصحراء المغربية”.

وأشار ضمن مقال تحليلي له، على مجلة “أتالايار” الإسبانية، إلى أن “وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون شمال إفريقيا جوشوا هاريس زار الجزائر والرباط للقاء وزيري خارجية البلدين، في زيارتين يقوم بها ممثل وزارة الخارجية إلى المنطقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية”.

وبالتزامن مع ذلك، وصل المبعوث الأممي الخاص، ستيفان دي ميستورا، إلى مدريد لإجراء مشاورات مع رئيس الدبلوماسية الإسبانية، خوسيه مانويل ألباريس، بعد الجولة الأخيرة التي قام بها الأخير في المغرب وموريتانيا والسنغال.

واعتبر المصدر ذاته، أن “هذا التحرك الدبلوماسي، يعتبر باختصار، أنه انتشار كبير روجت له حكومة الولايات المتحدة، والذي لم تعد تخفي، على لسان وكيل الوزارة ج. هاريس، نفاد صبرها بشأن الحاجة إلى حل لهذا النزاع”.

وأضاف، أنه “من غير المقبول أن يستمر هذا الصراع القديم، الذي استثمرت في حله موارد هائلة من خلال بعثة المينورسو، في تعكير صفو العلاقات بين القوتين الرئيسيتين في شمال غرب أفريقيا”.

ووفقا لوكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون شمال إفريقيا جوشوا هاريس، فإن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن انتشار الصراعات والحروب في مناطق أخرى مثل منطقة الساحل سينتهي به الأمر إلى تعقيد الصراع في شمال غرب أفريقيا.

لحظة حاسمة بالنسبة للصحراء

وفي زيارته السابقة، كشف الدبلوماسي الأمريكي أن حكومته لديها خطة “واقعية” جاهزة لحل النزاع الصحراوي، وتؤكد مصادر موثوقة في مدريد أن إدارة الرئيس بايدن عازمة على “فرض” حل لمشكلة الصحراء خلال العامين المتبقيين من ولاية الأمين العام الحالي للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وبحسب أحمد باركلا، فإن “هذه بلا شك لحظة حاسمة يتوقف عليها مصير شعب الصحراء الغربية والاستقرار في شمال أفريقيا، ولهذا السبب، لا يمكن للحركة الصحراوية من أجل السلام إلا أن تعرب عن ارتياحها للاهتمام المتجدد للمجتمع الدولي وحكومة الولايات المتحدة بحل المشكلة”.

والمناسبة فهي فرصة لحث الأطراف الأخرى المعنية، وخاصة الجزائر والمغرب وجبهة البوليساريو، على التعاون بحسن نية وروح التسوية حتى تتوج هذه الجهود بتسوية عادلة ودائمة وتتجنب معا المخاطر والتهديدات على المنطقة.

وفي المؤتمر الدولي الثاني للحوار والسلام في الصحراء، الذي عقد نهاية أكتوبر الماضي في داكار (السنغال)، أعلنت الحركة الصحراوية للسلام (MSP) عن مقترح لحل “مربح للجانبين” (دون مهزوم أو منتصر) مما يجعلها متاحة للأطراف المتعارضة وهيئات الوساطة لمناقشتها، وإذا لزم الأمر، توسيعها أو تعديلها.

المجلس السياسي الصحراوي الجديد

وعلى الرغم من أن حركة مجتمع السلم لم تتواجد إلا منذ ثلاث سنوات فقط، إلا أنها قطعت رحلة طويلة لترسيخ نفسها بين الرأي العام الصحراوي وفي الخارج كقوة سياسية معقولة، بعيدة كل البعد عن التطرف، ولكن تتمتع بأوراق اعتماد قومية معتدلة تتمتع بالإرادة والقدرة على التحول، وطي صفحة الماضي والتعايش مع المملكة المغربية عبر حل وسط مع ضمانات.

وأدى ظهور حركة مجتمع السلم في أبريل 2020 إلى تغيير رقعة الشطرنج السياسية الصحراوية، ولأكثر من نصف قرن، كانت قيادة البوليساريو تتخذ قراراتها بمفردها نيابة عن الصحراويين، مما أدى إلى إغراقهم في حرب مدمرة وجر آلاف العائلات إلى منفى لا نهاية له بعيدا عن أراضيهم.

وحث الحاج أحمد باركلا، السكرتير الأول لحركة “صحراويون من أجل السلام”، “السلطات الجزائرية على الاهتمام بالأصوات والآراء الصحراوية الأخرى التي إما لم تحدد نفسها أبدا أو توقفت عن الاتفاق مع أيديولوجية البوليساريو وأساليبها”.

ويرى، أنه “يجب عليهم أن يفهموا أنه بنفس الطريقة التي توقفت بها جبهة التحرير الوطني، مهندس أمجاد الثورة الجزائرية، منذ فترة طويلة عن حمل لقب الممثل الشرعي والوحيد، يجب عليهم أن يستنتجوا أن جبهة البوليساريو، بعد مرور خمسين عاما على تأسيسها، ولا يمكنها احتكار تمثيلية الصحراويين”.

وأضاف، أنه “ليس من المستغرب أنه بمجرد التوصل إلى الحل وتحت حماية مجتمع صحراوي تحكمه معايير ديمقراطية كاملة، ينتهي الأمر بجبهة البوليساريو، كخيار سياسي مع ذلك الماضي، إلى وضع هامشي بموجب حكم صناديق الاقتراع”، وفق تعبيره.

يجب على الجزائر العاصمة أن تستمع إلى حركة مجتمع السلم

وأشار إلى أنه “سيكون من المفيد للغاية في الجزائر العاصمة أن يتم الاستماع، في هذه اللحظة الحاسمة، إلى حركة مجتمع السلم وأعيان القبائل وغيرهم من دعاة المجتمع المدني الصحراوي الذين يمثلون أغلبية خارج نطاق نفوذ البوليساريو في مخيمات تندوف”.

وأوضح، أن “تدخل الولايات المتحدة مع إعادة تنشيط العملية السياسية من قبل مبعوث الأمم المتحدة يشكل فرصة تاريخية لشعوب المنطقة الأخرى، مشيرا إلى أنه لا يوجد حل دون التفاهم بين القوتين الرئيسيتين في المنطقة، المغرب والجزائر”.

Share
  • Link copied
المقال التالي