شارك المقال
  • تم النسخ

مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” الإماراتية تجمد جميع أنشطتها بالمغرب

بات من المؤكد أن تداعيات جائحة “كورونا” لم تقتصر فقط على القطاعات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، لتنتقل إلى المجالات ذات الصلة بكل ما هو فكري وثقافي. ولعل إحدى أبرز تجليات تأثير الازمة على هذا الجانب يتجسد في القرار الذي أعلنت عنه إدارة “مؤسسة مؤمنون بلا حدود” والمتمثل في تجميد مؤقت جميع الأنشطة التي اعتادت المؤسسة القيام بها، بما فيها توقيف إصدار مجلتي “ذوات” و”يتفكرون”، في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع.

محمد العاني، المدير العام لمؤسسة “مؤمنون بلا حدود” قال في تصريح خـص به جريدة “بناصا” إن قرار تجميد جميع أنشطة المؤسسة حتى إشعار آخر أملته الظروف والتداعيات التي فرضها انتشار جائحة “كورونا”. واصفا العمل في ظل توقف معارض الكتب وإغلاق منافذ بيعها، وعدم إمكانية تنظيم المؤتمرات والمحاضرات والندوات، إضافة إلى إرجاء عمليات طبع الكتب إلى ما بعد انقضاء هذه الجائحة، بـ”الصعب”، خصوصا وأن لا أحد يستطيع التنبؤ بمآل الوضع الحالي ولا إلى متى ستستمر حالة الطوارئ الصحية قبل أن تستعيد الحياة إيقاعها السابق.

وفي تفاعله مع سؤال، يتعلق بمدى تأثير الأوضاع الاستثنائية الحالية على دينامية المؤسسة، أكد العاني أن ظروف العمل صعبة جدا وهي غير مسبوقة، مشيرا إلى أن المؤسسة تشتغل بوتيرة دائمة ومستمرة لمدة تجاوزت السبع سنوات، ولم يتوقف عمل المؤسسة خلالها لشهر واحد. وهي السنوات التي يمكن رصد كل التراكم المعرفي والتحليلي الذي حصَّلته المؤسسة من خلال زيارة للموقع الرسمي للمؤسسة، الذي يتوفر على أكثر من 400 عنوان كتاب و1500 محاضرة، والعديد من الدراسات والمحاضرات والندوات والمداخلات والمقالات والقراءات في الكتب، إضافة إلى مقالات كثيرة على فيروس “كورونا” وعلاقته بالفلسفة والاجتماع وغيره، والتي يمكن الولوج إليها والاطلاع على مضامينها، والتفاعل معها، إذ تعتبر مراجعا مهمة للباحثين.

إصدارات وإنتاجات وتفاعل مع المحيط الإقليمي والعالمي، بالتحليل كتابة، وإبداء وجهات النظر باختلاف مشاربها بالصوت والصورة، في حرص تام على توظيف ما توفره التكنولوجيات الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي من فرص متاحة. حتى أن “مؤسسة آل السعود وفي تقريرها السنوي الذي يرصد وثيرة النشر في المغرب، منحنا المرتبة الأولى، بعيدين عن المؤسسة صاحبة المرتبة الثانية بأضعاف العناوين المنشورة وعدد نسخها”، يقول المدير العام للمؤسسة في تصريحه للموقع.

وفي محاولة لرصد الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي دفعت إدارة المؤسسة إلى اتخاذ هذا القرار، أكد العاني أنه كان من الصعب اتخاذ هكذا قرار وهو أمر فرض عليها بسبب مخلفات الازمة الراهنة، وهو مرتبط بالوضع الاقتصادي العام وطنيا وعالميا، حيث نتابع يوميا توقف جزء كبير من الحركية والدينامية المجتمعية، حتى أن جزءً معتبرا من الميزانيات العامة تم إعادة توجيهه لدعم القطاع الصحي وباقي القطاعات المتدخلة في تدبير هذه الجائحة. 

وضعٌ عـام يرى، المتحدث ذاته، أنه أثر سلبا على “الشركاء والممولين للمؤسسة وعلى داعميها، إذ ما من أحد أو جهة ستخصص ميزانيات لمشاريع مرتبطة بالفكر والتحليل والطباعة والنشر، كونها أمور لا تندرج في سياق أولويات المرحلة الراهنة، التي قد تغطي جوانب من احتياجات الناس الطارئة واليومية. وحتى الشراكات التي تجمعنا مع متدخلين أوروبيين الذين نتقاسم معه ميزانيات الأنشطة والتي ننظمها، توقفت بسبب عدم قدرة هؤلاء الشركاء على توفير الميزانيات اللازمة”.

وفي محاولة منه لاستشراف آفاق العمل خلال مرحلة “ما بعد كورونا”، عبر محمد العاني المدير العام لمؤسسة “مؤمنون بلا حدود” عن رغبته الحثيثة، بمعية فريق العمل بالمؤسسة، العمل في أقرب وقت ممكن بنفس ودينامية متجددين، مؤكدا أن إدارة المؤسسة تحرص على طرق كل الأبواب بحثا عن شراكات جديدة، بصيغ ورؤى متجددة تتوافق مع الظرفية وما ستخلفه من آثار قد تعمر بيننا طويلاً.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي